إن المهدوية منسجمة ومتناغمة مع روح الشاب، ومنسجمة ومتناغمة مع قلب الشاب، فقلب الشاب لا يجب أن يكون 25 عاما حتما لكي يكون شابا، فالكثير من الرجال والنساء، مات قلبهم في عهد الحداثة والشباب، والكثير من الرجال والنساء، قلبهم شاب وهم في منتصف العمر والشيخوخة، فشباب القلب لا علاقة له بالعمر والجسد.
نهضة أبي عبدالله الحسين علیه السلام ونهضة حضرة صاحب العصر والزمان علیه السلام
لقد كان جميع الأنبياء والأوصياء الإلهيين علیهم السلام يتمتعون بعلم كونيات موحد و مشترك. و في الحقيقة فان إنطباعهم الكلي و العام عن العالم و الانسان و المنطلق و الوجهة و كيفية الوجود و العيش في الأرض، كان موحدا و مشتركا.
وبعد الإتيان على ذكر النبي موسى (ع)، يتطرق "دعاء الندبة" إلى المنعطف السادس في التاريخ. إن آخر نبي لبني اسرائيل، عيسى (ع) يبشر بمجئ أحمد، نبي آخر الزمان. إن الهدف الرئيسي في الخارطة الإلهية العامة، وإرسال الرسل وإنزال الكتب، هو دين الرسول الخاتم والرسول الخاتم شخصيا، وإن كلا من الأنبياء السابقين، كانوا بمثابة مقدمة مهدوا وسهلوا، لجعل البشرية جاهزة لتقبل "الدين المتكامل والرسول الخاتم".
إسماعيل شفيعي سروستاني
وبعد المشروطة، فان منعطفنا المهم والتاريخي في إيران ، تمثل في الثورة الاسلامية، الواقعة التي كانت تحمل في طياتها السؤال من الغرب وإنكار أساس علم وجوده.
اسماعیل شفیعی سروستانی
إن التذكير ب "التاريخ المُغْفَل والمنسي" في هذا المقتطف من "دعاء الندبة" هو تذكير بالشجرة المباركة لإبراهيم وآل إبراهيم (ع) أي محمد وآل محمد (ص). إن بداية ولادة وتأسيس الاسلام في "الحجاز" وصحن "المسجد الحرام" وظهور إمامة سلسلة الصالحين، نبعت من هذه الشجرة التي تنتشر على امتداد التاريخ وكل الأزمنة والأمكنة.
إسماعیل شفیعی سروستانی
ووصفا وتبيانا للمنعطف الثاني المهم للبشرية، يذكرّ دعاء الندبة بما جرى للنبي نوح (ع)، ومن دون أن يورد مقدمة مطولة عن ألف عام من الألم والمعاناة والجهد الذي بذله نوح (ع) لدعوة قومه إلى الطريق القويم، يتطرق الدعاء إلى آخر مقتطف من حياة النبي نوح (ع) أي استقلاله والمؤمنين معه، للسفينة التي صنعها بيده، ويقول:
"وَبَعْضٌ حَمَلْتَهُ في فُلْكِكَ وَنَجَّيْتَهُ..."؛
اسماعیل شفیعی سروستانی
ومن يُسلّم بهذه الفرضية فانه يكون جاهزا بشكل طبيعي لتوسيعها في جميع المجالات ويحتسب بان مبدأ " الإرتقاء" أو "تطور الأنواع" هو قانون ثابت في جميع الحقول والميادين.
إسماعیل شفیعی سروستانی
وبعد أن يثني الإمام المعصوم (ع) على الله ويحمده في "دعاء الندبة الشريف" لتكريمه طائفة "صبغة الله" ومن يحملون لونا إلهيا واستخلاصه لأوليائه ويقول:
- اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤكَ في اَوْلِيائِكَ...؛
إسماعیل شفیعی سروستانی
... ومرت الأيام، من دون أن تتاح لي إمكانية فهم تعاقبها.
وكأن أسعد ومعه ألوف الفتيان، قد بلغوا سن الثامنة عشرة أو التاسعة عشرة في طرفة عين. وربما كان الأمر كذلك بالنسبة لاسرة أسعد. إن السؤال الخفي والواضح الذي يتبادر لذهن أسعد وأمثاله حول ما يجري في حواليهم، كان طبيعيا. أكان من ناحية الموقع الخاص الذي يمرون به أو من حيث العمر، واليوم حيث من الصعوبة بمكان التوصل إلى فهم صحيح عن الأوضاع الثقافية والإجتماعية المضطربة، فان عجز أسعد ومن معه في سنه لا يثير الاستغراب.
إسماعیل شفیعی سروستانی
لقد جعل المعصومون من تعليم وتربية الشيعة، وجهتهم وهدفهم الرئيسي إبان حكم بني أمية وبني العباس، وبسبب غياب الظروف والمتقضيات اللازمة لحماية الكيان الثقافي للشيعة وشيعة آل محمد (ص)، فقد سعوا جاهدين لتفسير وتبيان الأصول والفروع العقائدية الولائية الشيعية وتخزين طاقة أهل الولاية للوقت والزمن المعلوم والمقدر.